...... الكذب.......

بسم الله الرحمن الرحيم ...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتم


اللهم صلى على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته





الكــذب


الكذب أساس كل رذيلة ، ومنتهى كل نقص ،

وهو من أقذر الصفات وأخسها ،

فلا يتصف به الا من فقد الانسانية بكل معانيها

ودخل في زمرة الحيوانية المحركة للشهوات.


قال الامام العسكري عليه السلام :

( جعلت الخبائث كلها في بيت وجعل مفتاحه الكذب )

لذا ترى الاسلام قد أعلن مقاومته ومحاربته بشتى الوسائل

حتى يتم القضاء عليه من النفوس وبصدها عنه .

فالكذب مرض نفسي خطير له آثاره السيئة على الكاذب والمجتمع


قال الصادق عليه السلام :

( يكتسب الكاذب بكذبه ثلاثا سخط الله عليه واستهانة الناس به ….)

فسخط الله لا يمكن أن يتوجه الا اذا كان الأمر شنيعا ، فيكفي نظرة تأمل

ويرى الانسان ما يجلبه هذا المرض من آثار سيئة تهدد المجتمع الانساني

حتى في وجوده ، لذا ترى الاستهانة من المجتمع للكاذب .



الاثار المعنوية للكذب

على المؤمن أن يتنبه الى ما للكذب من سلبيات ، وخصوصا المعنوية

التي يتركها الكذب على مرتكبة ، فالكاذب لا يرى طعم الايمان في قلبه



يقول الامام علي عليه السلام:

(لايجد عبد طعم الايمان حتى يترك الكذب هزله وجده)

وورد عن الباقر عليه السلام: (أن الكذب خراب الايمان)


ويقول سبحانه وتعالى (انما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بأيات الله) .
هذا أولاً.


وثانيا: عدم التوفيق لأداء بعض الاعمال الصالحة فعن الصادق عليه السلام:

( ان الرجل ليكذب الكذبة فيحرم بها صلاة الليل فاذا حرم صلاة الليل حرم بها الرزق )؛

لذلك نرى الكثير منا لا يوفق لصلاة الليل وأمثالها لتعودنا على هذه الخصلة الدنيئة ،

حتى أصبحت من سلوكنا اليومي في تعاملنا مع بعض ،

فما أعظمه من أثر سيء أن يحرم الانسان من المناجاة.


ثالثا: يذهب ببهاء الوجه قال الرسول صلى الله عليه وآله:

( اياك والكذب فانه يسود الوجه)

وقال الباقر عليه السلام: (من كثر كذبه ذهب بهاؤه)

وربما هذه الآثار لا يشعر بها الكاذب ولكن يشعر بها المؤمن الذي أنار الله بصيرته .



الاثار الاجتماعية للكذب

اضافة الى الآثار المعنوية هناك آثار اجتماعية للكذب بين أفراد المجتمع لا

تقل عن الآثار المعنوية ، فكم من أحداث، ومشاكل وقعت بسبب كذبة انتشرت

بين الناس يقول الامام علي عليه السلام: ( الكذب يوجب الوقيعة )، وكذلك

يوجب انعدام الثقة بين الناس اذا كثر فيه الكذابين ـ واذا انعدمت الثقة فكيف

يحصل التعاون لبناء المجتمع والحفاظ عليه ـ مما يؤدي أن يعيش المجتمع

حالة الانحطاط والسقوط داخليا وأمام الأعداء.



وكفى ذلك قول الامام علي عليه السلام ( اعتياد الكذب يورث الفقر )


ويعرف حتى غير المتأمل ما يجره الفقر على المجتمع.

فحاول جاداً أيها المؤمن، الابتعاد عن هذه الرذيلة والتخلص منها بكل ما تستطيع

قبل أن يلج بك الكذب الى باب النفاق يقول الرسول صلى الله عليه وآله:

( الكذب باب من أبواب النفاق )

وحتى لاتهين نفسك كما قال الرسول (ص)

( لا يكذب الكذاب الا من مهانة نفسه عليه )



نصيحة الامام علي عليه السلام

اذا كنت أيها الانسان لا تتأثم من ارتكاب الكذب وممارسته، ولا تخاف الله تعالى

فاترك الكذب حفاظا على عدم اهانة نفسك كما قال الامام علي

( دع الكذب تكرما ان لم تدعه تأثما )

أفهل ترضى أخي المؤمن أن ينظر اليك الناس نظرة استهانة واحتقار؟

انه لا يتوقع منك ذلك ، وأذكرك أخيرا أن الايمان لا يمكن ويستحيل أن

يجتمع مع الكذب سئل الرسول الأكرم أيكون المؤمن جبانا ؟ قال نعم .

قيل : أفيكون بخيلا ؟ قال : نعم . قيل أفيكون كذابا ؟

قال : لا ( انما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله )

جعلنا الله تعالى وإياكم من الصادقين في قوله وفعله
منقوووووووووووول